رابط تجنيس السوريين في تركيا

19 Ekim 2019

 موعد تقديم الأوراق الرسمية، يكون اللقاء على مرحلتين؛ الأولى تقديم كافة الأوراق للموظف المسؤول والذي بدوره يقوم بالتدقيق في كلّ ملف حتى يتأكد أنّ كل ما طلبوه موجود، والثانية تتمثل في بعض الأسئلة من قبيل: هل تفكر أن تغادر تركيا بعد التجنيس؟ هل تفكر بتغيير اسمك أو كنيتك؟ ماذا ستصنع بعد التجنيس أو أيّ مهنة ستختار؟

بعد هذا اللقاء وتقديم الأوراق، تبدأ مرحلة الانتظار والترقب، وهناك موقع مخصص للاستعلام عن وضع عملية التجنيس، حيث يدخل المقدّم إلى الموقع ويملأ المعلومات المطلوبة، ومن ثمّ لو تظهر له رسالة تفيده أين وصل ملف تجنيسه. عادة ما تداخل الأسماء إلى الموقع بعد 3 شهور وربما أكثر عقب اللقاء الأول، وتتوزع الخطوات على: مرحلة تدقيق الملف بالكامل من قبل الولاية التي تمّ التقديم فيها، إرسال الملف إلى العاصمة أنقرة، مرحلة تقييم الملف من قبل لجنة خاصة تتبع مديرية التجنيس ضمن إدارة النفوس، مرحلة التدقيق والاستقصاء الأمنيّ ويتولى التدقيق كلّ من الاستخبارات والخارجية والمالية. وهذه أبرز الخطوات ولو اجتازها الشخص المتقدّم فيعني أن عملية التجنيس إيجابية وسيتمّ قبوله، ليبدأ بعد ذلك تجميع الملفات حتى تصل لعدد معين ومن ثمّ إرسالها لمجلس الوزراء، ليقوم الأخير بالتصديق عليها وإصدار قرار بشأنها، وبذلك تصل رسالة للمجنّس تهنئه بانه أصبح مواطنًا تركيًّا.

ما بعد التجنيس
التجنيس يعني أنّ هذا الشخص قد اصبح مواطنًا بهذه الدولة وكأنه ولد فيها، ولذا فله وعليه من الحقوق والواجبات كأي مواطن تركي أصلي، وهنا تكمن بعض الإشكاليات والتي غالبًا ما تتاجر بها المعارضة التركية بين الحين والآخر، مثل حق التصويت في الانتخابات، وأداء الخدمة العسكرية، وما شابه.

من حيث حق التصويت، فيحق للمواطنين السوريين المجنّسين ذلك، وتقوم الحكومة عبر مكاتب التصويت التابعة للجنة العليا للانتخابات بإرسال إخطار لكلّ مواطن يحقّ له التصويت، تفيده بالمكان والزمان المخصص للتصويت. وهو ما أكده الخبير التركي في شؤون الهجرة، مراد أردوغان، حيث أكد على أن السوريين الحاصلين على الجنسية التركية يحقّ لهم التصويت في الانتخابات المبكرة المقبلة في 24 حزيران/يونيو.

أما من حيث الخدمة العسكرية، فتنصّ المادة 1111 من قانون الخدمة العسكرية على أنّ الذين يتمّ تجنيسهم من المهاجرين؛ يُنظر لسنّهم عند دخول تركيا، فإن دخلوها وهم فوق سنّ 22 أو كانوا قد أدّوها في بلدهم؛ فيُحسبون ضمن المعفيين من الخدمة، وإن كانوا قد دخلوا تركيا وهم تحت سن 22 ولم يأدوا الخدمة العسكرية في بلدهم الأم فيلزم عليهم أداؤها في تركيا.
ما الذي تكسبه تركيا من تجنيس السوريين؟
كوني واحدًا من السوريين المقيمين على الأراضي التركية، منذ 3 سنوات وأعمل في صحيفة تركية وأجيد اللغة التركية، وكوني واحدًا من أولئك الذين تمّ استدعاؤهم من أجل التجنيس؛ أجزم بأنّ القضية خارجة عن إطار المصلحة الخالصة لتركيا، وإن كان هناك منفعة فه

إنّ أكبر هدف لعلميات التجنيس هذه هي حلّ عقدة اجتماعية باتت ثقيلة على كاهل تركيا، هذه العقدة كانت تتمثل في المصير المجهول الذي يحفّ أكثر من 3 ملايين شخص، قامت تركيا تجاههم خلال 7 سنوات بمواقف إنسانية لا يمكن لأحد إنكارها، كما لا يمكن لأحد أن ينكر أيضًا الفائدة التي جاء بها كثير من رؤوس الأموال السوريين، فضلًا عن ذوي الخبرات الذين يشار لهم بالبنان.

التجنيس وإن بدا تمييزًا أو عملية انتقاء، لكن بالتالي لا يمكن لأي بلد أن يقوم بتجنيس ملايين الأشخاص بلحظة، ومن ناحية أخرى فإنّ تركيا لا تقوم بإجبار أيّ أحد على قبول أمر التجنيس بل يمكنه شكرهم ورفض فكرة تجنيسه. كما لا ننسى أنّ عموم السوريين في تركيا والذين لا يمكن لهم أن يحظوا بالجنسية؛ إلا أنهم يتمتعون بخدمات كثيرة من الدولة بشكل مجانيّ، ويحق لهم رفع قضايا ودخول المحاكم وتوكيل محامي والكثير من الحقوق ضمن هوية “الحماية المؤقتة” هذه، وبالمقابل هناك بعض التعقيدات سواء من الدولة مثل التشديد على إذونات السفر والتنقل، أو من المجتمع وهو ما لا يمكن للدولة إصلاحه بلحظة.

أخبار مشابهة

  • العنوان

  • Kaşüstü, Devlet karayolu caddesi No:29, 61200 Yomra/Trabzon

× اتصل بنا
+90 (544) 740 74 63