د. هشام العوضي|

يروي الكتاب قصة الهبّة وكيف تنتشر في الكويت. و«الهبّة» تعبير كويتي لأي موضوع في الأكل والملابس وطريقة الحياة. وتبدأ قصّة الهبة من المحيط الهندي، عندما كان التجار يجلبون البضائع والأفكار من موانئ الهند في المراكب الشراعية. ثم انتشرت الهبّات مثل السيارة وكرة القدم والمشروبات الغازية من خلال الإنكليز ووجودهم المتمثل في الدبلوماسيين وموظفي شركات النفط. ثم تعددت مصادر الهبّات وتنوعت منذ تحرير الكويت وبداية العولمة، واصبحت تأتي من الفضائيات والإنترنت، وعبر الشباب المؤثرين في السوشيل ميديا. سيصحبك الكتاب في رحلة مثيرة، ويحكي لك قصة مختلفة في تاريخ الكويت، أماكنها بومباي ولندن والقاهرة، وأبطالها التجّار، والحكّام والشباب.
كان التاجر محمد معرفي، هو أول من أدخل الثلاجة إلى الكويت في 1934، وكان الناس يحتاجون إلى الثلج لتبريد الماء والارتواء بشربه باردا في الجو الحار. وكان على من يرغب في الحصول على الثلج أن يذهب إلى مصنع الثلج، ويسجل اسمه، ويقف في الطابور حتى يتمكن من الحصول على ربع قالب. وعندما استورد معرفي مكائن تبريد منزلية صغيرة، ماركة الكترولكس، لم يجد لها انتشارا حتى بين الموسرين، الذين ظلوا يشترون من معامل الثلج التقليدية إلى فترة متأخرة من الخمسينات.
وكان معرفي هو أول من استورد الهاتف في 1935، واستعمله في مكتبه في سوق التجار. ولكن فكرة الهاتف لم تنتشر، حتى بالنسبة إلى معرفي نفسه، ما حدا به في النهاية إلى إزالة الهاتف، والقائه جانبا في المنزل. كان واضحا، بأن المجتمع لم يكن مستعدا بعد، لتبني فكرة الهاتف أو الثلاجة.
ولا تنتشر الفكرة لأنها مفيدة في رأي الخبراء، ولكن تنتشر عندما يعتقد العوام أنها جميلة ومرغوبة، وتنتشر الفكرة بعد أن تتوفر لها شروط معينة وهي: (1) أن تكون مميزة عن الأفكار السابقة، (2) أن تكون متوافقة مع القيم السائدة، (3) أن تكون سهلة، وقابلة للانتشار، فقد انتشرت لعبة كرة القدم لسهولة تعلّمها مقارنة بلعبة الغولف أو التنس مثلا.

كيف تنتشر الهبّة؟
تنتشر الفكرة عندما تنتقل من الشخص الذي تبناها إلى شخص آخر، واثنين وثلاثة حتى تصبح هبّة أو فكرة شائعة تعتنقها أغلبية المجتمع. وينقسم الناس في سرعة تبنيهم للهبّة إلى ثلاث أنواع رئيسية وهي: فئة المبادرين، وفئة المقلدين، وفئة المتشككين.
وهذا جدول مختصر بالفئات الثلاث وأهم صفاتها: